اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
300507 مشاهدة print word pdf
line-top
من الإيمان بالغيب: الإيمان بعذاب القبر ونعيمه

كذلك من الإيمان بالغيب الإيمان بعذاب القبر ونعيمه، وأنه حق؛ قيل: أن الأدلة عليه متواترة من السنة قد استنبطه بعضهم من بعض الآيات، أورد بعض الآيات ابن القيم في كتاب الروح وبين أنها دالة عليه على طريق الإجمال فاستنبط من مثل قول الله تعالى: سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ قيل المرة الأولى في الدنيا والمرة الثانية في القبر.
ومن ذلك قوله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ قيل العذاب الأدنى في القبر، والعذاب الأكبر في النار، واستنبط أيضا من قصة آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا أي في الدنيا وهو عذاب البرزخ وصفته، وما يحصل فيه أيضا مفصلة في كثير من الأحاديث أورد كثيرا منها ابن كثير عند تفسير قوله تعالى في سورة إبراهيم: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ .
مما يدل على أن الله تعالى ذكر بعض الدلالات على ذلك، وذكر تفاصيلها النبي صلى الله عليه وسلم وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر، وأمر به في كل صلاة في الحديث: إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال فأمر بالاستعاذة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر دل على أنه واقعي فيستعاذ منه.
ويقول: سؤال فتنة القبر حق الفتنة: هي الاختبار، وذلك أن الله تعالى يرسل إلى الميت في قبره ملائكة يسألونه سؤال امتحان؛ فيسألونه من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فـ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ورد في بعض الأحاديث تسمية الملكين منكر ونكير فلذلك اعتمد العلماء تسميتهم بمنكر ونكير وأنهم يقعدون الإنسان في قبره، ويسألونه ما ورد في قبض الروح والصعود بها وردها، كل ذلك مما نصدق به وإن لم تدركه عقولنا.

line-bottom